
دولة قطر متفردة بشكل دائم في العديد من المجالات والأمور الهامة وليست الأمور الثانوية، وهي هنا تضرب المثل وتعطي الدرس لكل الحكومات العربية والأجنبـــية أن الحـــكم والرئاسة ليست غاية وإنما هي وسيلة من الوسائل لتطوير الوطن، وهذا ما أشار إليه الشيخ حمد آل ثاني عندما قال في كلمته: ويعلم الله أني لم آخذ السلطة حباً في السلطة، ولكن حباً في خدمة الوطن وها أنا اليوم أسلمها لمن أعلم قدرته على القيادة نحو المستقبل وأنا متأكد من أنه سيخدم الوطن باقتدار.
<>
أعطت قطر يوم نقل السلطة يوم إجازة رسمية لكي تسمح للجميع بأن يرى ويشاهد على الهواء ومباشــرة مراسم النقل، وتم فــتح الــديوان الأميري أمام المواطنين لمبايعة الأمير الجديد.
أخذ المواطنون يدخلون للتحية والسلام ومبايعة الأمير الجديد، تم ذلك على مدا يومين كاملين، لم يتم خلال هذه اليومين ما يعرقل السير ولم نر سوى ازدحاماً طفيفاً على خط الكورنيش المحتــوي على الـــديوان الأميـري حيث كانت تتم المراسم، لم نلاحظ انتشاراً للشرطة وكان اليوم يسير بشكل عادي جداً بالرغم من أهمية الحدث وهذه هي الطريقة الصحيحة في الحياة الديمقراطية.
نقل السلطة في دولة قطر كان حدثاً أرادت به دولة قطر تعليم العالم كثيراً من الدروس أستطيع أن استخلص الأمور التالية (مع العلم أنه لا ناقة لي ولا جمل في السياسة):
أولها أن السلطة ليست مغنم وإنما هي مغرم ولذلك لم يتمسك بها الشيخ /حمد ونقلها بكل سلاسة لولي عهده.
الكلمة التي ألقاها الشيخ حمد لنقل السلطة تمت في وقت مبكر من اليوم أي على الساعة الثامنة صباحاً وأعلن من اليوم السابق أن مراسم نقل السلطة ستتم على الساعة الثامنة وتم إلقاء الكلمة في الثامنة تماماً للدلالة على احترام دولة قطر للوقت والوقت المبكر يدل على أهمية الإنتاج وعندما تحدث أمير قطر الشيح /تميم بن حمد آل ثاني إلى الشعب أختار الساعة السادسة مساءاً وكانت في اليوم الثاني لترأسه للدولة ولم يكن هذا اليوم يوم عطلة لذلك تأخر الوقت حتى السادسة مساءاً حتى يتمكن الجميع من سماع كلمة الأمير بعد عودتهم من أعمالهم (كل الرؤساء العرب عندما يوجهون الكلمة للشعب يوجهونها في آخر الليل ولا أدري لماذا ؟).
الدولة القطرية لم تعط سوى يوم عطله واحد فقط لحدث عظيم مثل هذا.
هذا بعض ما شعرت به من خلال نقل السلطة الفريد من نوعه على مستوى العالم ويقال أن نقل السلطة في قطر تم بطريقة سلسلة – ورأيي أن كلمة سلسلة لا تكفي للوصف.